کد مطلب:168107 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:93

و فی روایة اخری...
جاء فی التفسیر المنسوب إلی الامام الحسن العسكریّ(ع): (ولمّا امتُحن الحسین (ع) ومن معه بالعسكر الذین قتلوه وحملوا رأسه، قال لعسكره: أنتم فی حِلّ من بیعتی فالحقوا بعشائركم وموالیكم.وقال لاهل بیته: قد جعلتكم فی حِلّ من مفارقتی، فانّكم لاتطیقونهم لتضاعف أعدادهم وقواهم، وما المقصود غیری، فدعونی والقوم، فإنّ اللّه عزّ وجلّ یعیننی ولایخلّینی من حسن نظره كعادته فی أسلافنا الطیّبین.

فأمّا عسكره ففارقوه، [1] وأمّا أهله الادنون من أقربائه فأبوا وقالوا: لانفارقك ویحزننا


ما یحزنك، ویصیبنا ما یصیبك،وإنّا أقرب ما نكون إلی اللّه إذا كُنّا معك!

فقال لهم: فإن كنتم قد وطّنتم أنفسكم علی ما وطّنت نفسی علیه فاعلموا أنّ اللّه یهب المنازل الشریفة لعباده باحتمال المكاره، وأنّ اللّه وإنْ كان خصّنی مع من مضی من أهلی الذین أنا آخرهم بقاءً فی الدنیا من الكرامات بما یسهل علیَّ معها احتمال المكروهات، فإنّ لكم شطر ذلك من كرامات اللّه تعالی، وأعلموا أنّ الدنیا حلّوها ومُرّها حلم! والانتباه فی الاخرة! والفائز من فاز فیها، والشقیّ من شقی فیها...). [2] .


[1] إذا كان المراد ب‍ (فأمّا عسكره ففارقوه) من استأجرهم الامام (ع) من الجمّالين وغيرهم فلابأس به، وإن كان المراد به من التحقوا به، فإذا كانت هذه المخاطبة في الطريق قبل منزل زبالة أو فيه فنعم لقد تفرّق عنه الكثير ذات اليمين وذات الشمال خصوصاً بعد وصول خبرمقتل مسلم وهاني وعبداللّه بن يقطر(رض)، حيث لم يبق معه إلاّ صفوة الفداء والتضحية، وأمّا إذا كان المراد به من التحقوا به والمخاطبة ليلة عاشوراء، فإنّ الثابت الصحيح أنه لم يتخلّ عن الامام (ع) أحد من أصحابه.

[2] تفسير الامام الحسن العسكري (ع): 218؛ وانظر: البحار،11: 149، رقم 25.